الموضوع الاول


جاء في كتاب في مدرسه الامام الحسين

تاليف السيد محمد باقر الفالي


للامام الحسين عليه السلام محبه مكنونه في قلبي وممزوجه بطينتي مندكه في روحي وضميري 000 ذكره يشفي الصدر وحديثه يروي ظمأ الروح ولا اراني مرائيا في مودته 000 او مغاليا في دعواي انه علمني كل خير وهداني الى الله فهو الذي حمل الامانه وسلمها صحيحه رغم الصعاب ورغم عسلان الفلوات التي جعلته طعمتها 000 لتملا منه اكراشا جوفا واجربه سبغاء 0

وهو الذي احيى الاسلام واعاد اليه الروح ثانيه بعدما مزق براعم ازهاره شرار الخلق حيث كانوا يعربدون مستهترين (( 000 فلا خبر جاء ولا وحي نزل )) 0

ترى لولا الحسين لما كان لرسول الله ولا لدينه اثر ولما بقى من الاسلام سوى بقايا طقوس جافه خاليه من الحقيقه والمعنى 000 كما هو حال اليهود ومذاهب اليسوع 0

فبقاء مفاهيم الدين والصراط المستقيم - وان كان قليل النصر - انما هو ببركه الامام الحسين حيث قد اشار الى ذلك الرسول الامين ، والحسين انئذ ريحانته في الحياة 000 يشمه ويضمه الى صدره ويجلسه علي منكبه ، وكان يقول ((حسين مني وانا من حسين)) اي ببركه ولدي هذا سوف ابقى 0

استلهمت حبه وولاءه تلبيه لنداء الفطره الداعي لموده الطيبين الطاهرين بعدما عرفته مثالا للتقوى واسوه لكل من يريد طريق الفوز والفلاح ومصباحا للهدى وسفيه للنجاة 000

فالانسان ربما يتيه في ظلمات "في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوق سحاب ظلمات بعضها فوق بعض" (سوره النور/40) وفي تلك الحاله لا يجديه المصباح وحده لانه في بحر لجي 000 ولا السفينه وحدها لانه في ظلمات يضل الطريق الى ساحل الامان 000 فيا ترى ماهو المصباح المنير وماهي السفينه المنجيه ؟

واذا بالرسول الهادي الامين يجيب علي السؤال بلسان الوحي حيث لا ينطق عن الهوى : (ان الحسين مصباح الهدي وسفينه النجاة) 0

فمشينا تحت اشعه هذا المصباح النير الذي لا يطفأ ابدا وركبنا سفينه الهدى التي هي اوسع وفي لجج البحاراسرع فوجدنا المسير واضحا والسفينه هادئه تخرق الامواج رغم التيارات لتوصلنا الة شواطئ الخير - كل الخير - وترسو بنا الى ساحل الامان0

ابصرت النور في مدرسه الحسين عليه السلام وتلقيت هناك دروسا في التقوى والشهامه والوفاء والشجاعه وكل الفضائل منذ نعومه اظافري 000وكلما مرت الايام واقتربت من هذا المصباح الرباني اكثر فانبهرت عيناي من ضياءه اللامع اكثر واكثر وما زادتني معرفتي بذلك الامام العظيم الا اعترافا بصغري وقصور فهمي كيف لا 000 وهو تلك الدوحه الطيبه والشجره المباركه التي تؤتي اكلها حين باذن ربها 000

انه من سلاله عظيمين انبثق نورهما حول عرش الرحمن يسبحانه ويقدسانه قبل ان يخلق الله ادم بآلاف السنين0

انه من لحمه سيد الكائنات 000 واشرف خلق الله ممن تبارك فيه لحسن صنيعه في الكائنات 000 انه من نسل وليد البيت الحرام ومن لم يسجد لصنم قط واول من مؤمن برسول الاسلام 000

انه من ذريه القديسه العذراء والصيقه الساميه فوق العقول فاطمه الزهراء البتول 000 التي انعقدت نطفتها من ثمار الجنه بين اشرف الخلق وبين اول مؤمنه برسول الله من سيدات نساء الله اهل الجنه ، انه من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا 000

ان الحسين : يتلألأ في افق سماء الانسانيه مبددا كل السرادق والدياجير الحالكه ولا تغشاه الظلمات 0

وجدنه اهلا للوداد والحب فلبيت في مودته امر الرحمن في محكم ايات القرآن طوعا ورغبه 000 فاخضر على حبه عودي وعند المتاهات بصرت بهداه في كل دجنه طريقي وجعلته الى الله شفيعي ووسيلتي ريثما ابلغ به منتهى الامان وغايه الامال التي هي اكبر من الجنه ونعيمها حيث يقول الحق جلا وعلا -ورضوان من الله اكبر-(سوره التوبه/72) والله يحب من احب الامام الحسين عليه السلام ورضاه رضا الله تعالى 0

فان لم اكن اهلا ان ارتشفت من معين ذلك الفيض العذب فهو اهل ان يتصدق علي ويرويني من سائغ شرابه وقد انشدت فيما انشدت من قديم الايام ملتمسا اياه نظره رحيمه اخاطبه في نشيدي نمله جاءت برجل من جراد 000 كن سليمان لنا يوم الميعاد

فهو املي عند سكرات الموت ويوم المساق الى لقاء الله 000 بل وحتى بالحياة الدنيا وقبل ان الملم متاعي استعدادا للرحيل الى الاخره جعلته كل املي اقول له له ما قال اخوه يوسف :"يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعه مزجاه فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين "(سوره يوسف/88) 0

فهو نعم العزيز ونعم النصير 000 اواني حينما شردني الناس واعطاني عندما منعني الناس وآمن روعتي بعدما هددني الناس واكرمني بعطاياه الفاضله واياديه السخيه حيث اهانني الناس 000

لا اقول اني ارتويت من مناهله العذبه فحسب بل طفقت اسبح في بحار لطفه 000 ومن كل جوانبي وفاء للحسين وكرم الحسين وسخاء الحسين وصفاء الحسين وايادي الحسين 000 ما خاب من تمسك به وامن من لجا اليه 000

هو البحر من اي النواحي اتيته 000 فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو انه 000 اراد انقباضا لم تطعه انامله
ولو لم يكن في كفه غير نفسه 000 لجهاد بها فليتق الله سائله

لا ابخس منشد هذه الابيات حقه حيث انشدها في احد الاسخياء وجاءت مطابقه في سخاء الامام الحسين عليه السلام كما يراها بعض الاعلام 000 ولكني اود ان اتامل قليلا لاقول : هو اكبر واوسع سماحه من البحار فانها محدوده تنتهي يوما وتنفذوالحسين ليس محدودا ولا ينفذ لان الحق تعالى يقول:"ولو ان مافي الارض من شجره اقلام 000 والبحر يمده من بعد سبعه ابحر ما مفذت كلمات الله "(سوره لقمان/27) والامام الحسين هو تجلي تلك الكلمات وبما ان ليس وراء الله فليس وراء ينابيع علومه ومعادن كلماته انتهاء ولا ينتهي من شده وثاقه بحبل الله المتين فهو باق مادام حبل الله باقيا وحبل الله لا انقطاع فيه وذلك هو العروه الوثقى التي لا انفصام لها 0

فالامام الحسين 000

جاد بما لديه واعطى الله الكريم كله فاعطاه الله كل ما عنده 000 وماعند الله باقي دائم وليس له نهايه 0

ولذا جاء في الحديث : من اعطى في الحسين درهما عوضه الله تعالى الف درهم ومن بكى في مصاب الحسين حتى دمعت عينه غفر الله له بل من بكى او ابكى او تباكى في مصاب الحسين وجبت له الجنه 0

ولم تكن الجنه وغفران الله اجر الدرهم او الدمعه بل اجر موده الحسين لانه العطاء والبكاء في الحسين - ان كان عن اخلاص - فهو علامه حب ذلك الامام الشهيد والغفران والجنان من عطاء الله تعالى وهو الكريم على الاطلاق ورحمته واسعه ليس لها نهايه فيعطي الكثير دون ان ينقص من خزائنه شيء وقد جاء في الدعاء المأثور :((اللهم اني اسالك من رحمتك باوسعها وكل رحمتك واسعه 000 اللهم اني اسالك برحمتك كلها ((

 

ROTATE.gif (4913 bytes)